كورونا والنظام العالمي الجديد..
الخميس 02 أبريل 2020 -11:45
هل حقا نحن أمام ارهاصات لنظام عالمي جديد ؟ أم أننا أمام أزمة عابرة ستمضي كما مضت سابقاتها ؟ وهل أزمة فايروس كورونا هي أزمة صحية بالأساس نشأت عنها أزمة اقتصادية أم نها أزمة اقتصادية بالأساس بغطاء صحي ؟
قبل أن تتهمني بسيطرة نظرية المؤامرة على تقكيري دعنا نرجع بالوراء الى عام 1929 حيث أزمة الكساد الكبير التي عصفت بالإقتصاد الأمريكي أولا ثم بالإقتصاد العالمي بالتبعية تلك الأزمة التي كانت اللبنة الأولى للنظام الرأسمالي والنقدي الحالي الذي فرضته أمريكا على العالم بمباركة الدول الأوروبية وقتها حين ظهرت بدور المخلّص للعالم من تلك الأزمة وذلك بموجب اتفاقية ( بريتون وودز – 1944) التي أصبح بموجبها الدولار بديلا عن الذهب كعملة أساس للتبادل التجاري بين الدول.
وإن كانت أمريكا قد تعهدت وقتها بتحويل أية أرصدة من الدولار للدول الأعضاء بمقابلها من الذهب متى طلبوا ذلك.
ذلك الوعد الذي تحللت منه أمريكا بعد ذلك عام 1971 وامتنعت عن تحويل الدولار بالذهب ومن وقتها أصبح الدولار هو عملة الأساس للتبادلات التجارية بين الدول دون التقيد بغطاء الذهب وحول تأثير ذلك يقول الجنرال ديجول " إن قبول دول العالم الى فرضية أن الدولار جيد مثل الذهب جعل أمريكا تستدين من العالم دون مقابل " وهو الوضع الذي فرض الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي ، ولكن فقاعة الديون أصبحت كبيرة جدا وتنذر بكارثة بانت بوادرها في الأزمة المالية العالمية عام 2008 نتيجة فقاعة الديون العقارية ولكي ندرك حجم المشكلة فلنعلم أن حجم الديون الامريكية أصبح الآن 23.3 تريليون دولار في حين أن الناتج القومي الإجمالي لأمريكا والذي يمثل ربع الناتج القومي العالمي هو 20 تريليون دولار أي أن حجم الديون الامريكية يمثل تقريبا 116% من حجم الناتج الإجمالي الأمريكي كما أن حجم الديون العالمية هو 300 تريليون دولار في حين أن حجم الناتج العالمي الإجمالي هو 80 تريليون دولار ( حجم الفقاعة ) وهو ما ينذر بكارثة اقتصادية أخرى وهو ما دفع البعض بأن أزمة كورونا هي ازمة مفتعلة للتشويش على الازمة الحقيقية وهي الأزمة الاقتصادية ولهذا فإننا نعتبر أزمة كورونا هي نذير بداية طفو الازمة على السطح . لقد تنبهت كثير من الدول الى حقيقة الكارثة وبدأوا بالفعل في التحلل من الدولار ففي 17 مارس الحالي تم توقيع اتفاقية شنغهاي والتي تسمح لهم بالتبادل التجاري بعملاتهم المحلية وهو البداية لانتهاء عصر الدولار واذا استمرت السياسات الامريكية لدعم الدولار عن طريق طباعته فإن ذلك سيجعل الأزمة تتفاقم بشكل سريع ، فهل تكون البداية لنظام عالمي جديد بدأت بوادره بالحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبدأت أيضا بحروب النفط الدائرة حاليا . لقد أجمع الكثير من المحللين على أن العالم بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها فهل ننتبه ونستعد مبكرا لذلك حتى يكون لنا مكانا ومكانة في العالم الجديد .

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015